SHARE
الصورة اهداء من هيثم موسوي

تنظيم مُنتَدى المَشرِقِ والمَغرِبِ للشُّؤونِ السِّجنِيَّة ـ أمم للتوثيق والأبحاث
«إصلاح السجون» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نظريات وتواريخ
حديث مع كايلي ديغريغوريو وجاد يتيم
عبر تطبيق زوم
٨ كانون الأول ٢٠٢٢

أجرى منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية في الثامن من كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٢ حوارًا مع كايلي ديغريغوريو، باحثة أولى في منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية، حول أحدث بحث لها في المنتدى بعنوان «إصلاح السجون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: مشروع تنمية دولي ووسائل تحقيق غايات كثيرة». يشكّل هذا النص الجزء الأول من تحليل مؤلف من جزأين يبحث في إصلاح السجون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إطار نموذج مشروع التنمية/التعاون الدولي. استند الحوار إلى بنية النص التي تستعرض الأسس التاريخية والنظرية التي تتفرّع منها مشاريع إصلاح السجون الممولة من المانحين، بالإضافة إلى الأحداث الاجتماعية والسياسية وسرديات السياسة المتغيرة التي أدّت إلى نشوء مناهج برامجية مختلفة.

أشارت ديغريغوريو خلال حديثها إلى أنه من خلال تتبع هذه الأسس المفاهيمية والظرفية، أكّد البحث أن التدخلات التي تركّز على السجون والموجهة عبر المشاريع التي تمّ تنفيذها في جميع أنحاء المنطقة منذ أوائل التسعينيات قد ارتكزت على غالبًا حول ثلاث أجندات إصلاحية: (١) سلطة القانون (٢) وحقوق الإنسان (٣) ومنع ومكافحة التطرف العنيف (P/CVE). وعليه، يهدف الحوار من خلال وضع هذه الأجندات في سياقها التاريخي إلى عرض لمحة عامة متسلسلة زمنيًا حول إصلاح السجون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال تقريب هذه الأجندات، سعى الحوار بالمثل إلى عرض رؤية كل منها حول «إصلاح السجن» و«السجن» بحدّ ذاته، بما في ذلك الأدوار والمهام المعدّة لأدائها والغايات المرجوّة.

بالإضافة إلى ذلك، شدّدت ديغريغوريو على أن إصلاحات السجون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي اتبعت أجندات مناهج الأمن وحقوق الإنسان قد صاغت استراتيجيات المؤتمرات والاجتماعات والسياسات الدولية والتمويل على مدى العقود الماضية. ومع ذلك، يكشف التنفيذ الواقعي للتدخلات الإصلاحية عن التقاء الأجندات والأولويات المختلفة، والتي بدورها تعكس التمثيلات المتضاربة لما هو «السجن» وما يجب أن يكون عليه والأدوار والمهام التي يجب أن ينجزها السجن «الذي خضع للإصلاح» علاوة على ذلك، تم إدراج السجون في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في برامج التنمية الدولية مع تزايد الاتساق على مدار العقدين الماضيين، مما يمثل نقطة تركيز مستمرة بين المانحين والعاملين في مجال التنمية والوكالات والمنظمات المنفذة، فضلاً عن مجموعة من أصحاب المصلحة الحكوميين وغير الحكوميين الآخرين. وفي حين تم إجراء هذه الخطوات في إطار «الإصلاح» إلا أن مجموعة المشاريع المنفذة خلال هذه الفترة لا تشكّل ـ ولا تؤدي إلى ـ أجندة موحدة ومتجانسة.

ردًا على مداخلة ديغريغوريو، أشار الناطق باسم منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية ومنسق برنامج التوعية، جاد يتيم، إلى كيفية إبراز البحث لهدف المنتدى في ربط السجون والتجارب السجنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بديناميكيات الأنظمة السياسية الأوسع للأنظمة الحاكمة. ووفقا للسيد يتيم، فإن الإصلاحات «الحقيقية» لن تحدث من دون مؤسسات قضائية مستقلة يمكن أن تضمن العدالة والمساءلة. وبوجود سجون تعاقب المعارضين السياسيين وتغض النظر عن جرائم الحكام، فإن أي حديث عن إصلاحات السجون سيكون عبثًا. نتيجة لذلك، أصبحت أجندات إصلاح السجون تركّز بشكل أكبر علىالتستر على الانتهاكات الجسدية والنفسية التي تحدث في السجون في جميع أنحاء المنطقة من التركيز على إعادة تشكيل حقيقية أو تحسين أوضاع المعتقلين.

خلال الحوار، أشار المشاركون إلى أهمية النظر في السياقات التي حفزتأو أثارت مقترحات أجندات إصلاح السجون من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. على سبيل المثال، يجب ربط الدعوات إلى «رعاية» المعتقلين بالأوقات التي حرصت فيها الأنظمة الغربية على «استقرار» الأنظمة العربية/الشرق أوسطية. بالنظر إلى معناه الواسع، يعكس هذا الاستقرار أهمية فهم السجون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أثناء البحث في العلاقات السياسية والدبلوماسية والمالية بين الغرب ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في هذا الصدد، أخلت كايلي ديغريغوريو المسؤولية حول وجود تركيز على مراكز الاحتجاز المرئية والمعروفة عند مناقشة نطاقات وحدود الإصلاحات. وبالمقابل، تُعتبر عمليات القتل خارج نطاق القانون والاعتقالات التي تقوم بها جهات غير حكومية، والسجون السرية، على سبيل المثال، مواضيع أخرى. في الواقع، ستحدد المحادثات القادمة لمنتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية بشكل إضافي الجوانب المرئية وغير المرئية لسجون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السياقات الشاملة لبناء حوارات منهجية واستراتيجية من الحياة اليومية وروايات الأفراد الذين عانوا من هذه الظروف والحالات.


كايلي ديغريغوريو باحثة أولى في «منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية» ، حيث تكتب عن مواضيع الاعتقال والاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القانون في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ديغريغوريو حاصلة على درجة الماجستير في حقوق الإنسان الدولية من كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية بجامعة دنفر وماجستير في الشؤون الدولية من كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا (SIPA). قبل انضمامها إلى MPF ، عملت كمستشارة ، وباحثة حيث كتبت العديد من التقرير لمنظمات غير حكومية مختلفة، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش و Watchlist on Children and Armed Conflict.

جاد يتيم، الناطق باسم «منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية» كما أنه منسق «المنتدى» في لبنان.
يتيم صحافي لبناني مع خبرة تفوق العشرين عاما في البحث وصناعة المحتوى والصحافة الاستقصائية والتدريب الإعلامي والتواصل الاستراتيجي. عمل بشكل كبير في شؤون لبنان وليبيا ، مع تركيز خاص على سوريا منذ بدء الانتفاضة في عام ٢٠١١.



SHARE