«أعرف أن فن التمثيل يسمو فوق النفاق والأنانية والابتذال والكذب في الحياة، ولكن ما هو الفرق حقًا بين التمثيل على خشبة الحياة، والتمثيل على خشبة المسرح؟ وما علاقة كل ذلك بالاستبداد والدكتاتورية.؟»
الكاتب: «لم أكن أرغب في اقتباس شيء من بحر هذا الكتاب، لكن عتمة الدكتاتورية جعلتني اقرأ هذا الفهم الشكسبيري العميق، فهم العلاقة المخاتلة، بين ما نمثله في الحياة وما نمثله على الخشبة. في الحياة، لا شيء يجعلنا نمثل سوى القمع والخوف. وعلى المسرح لا شيء يجعلنا نمثل سوى الحرية والشجاعة في جعل الوجود شيئاً آخر، نقّص ما سرقته عتمة الحياة من جمال. وفي المسرح فائض من الجمال ينشره الضوء في حضرة العتمة. يا لسيادة العتمة التي يبددها هذا الفهم، ليس في هذا الاقتباس من الكتاب، بل الكتاب برمته، كمفهوم فائض للوعي...
ليست المكتبة العربية وحدها بحاجة لهذا الكتاب. إنما المعاهد الأكاديمية والجامعات التي تدرّس المسرح. فهو يحمل في طياته منهجاً تعليميًا فريدًا، يعتمد على التحليل والتركيب والتجربة العملية، ولا يركن للمثاقفة، فالتجربة ليست رحلة كتابية وحسب، بل هي ـأيضًاـ منهاج معرفي أكاديمي... والمكتبة العربية ـإذا استثنينا بعض الكتب المترجمةـ بحاجة ماسة لمثل هذا الكتاب. فلا توجد تجارب مدونة عملية، بهذه الدقة والاتساع والشمول والتشويق».