وتفاؤلي
هذا الكنـز الفريد،
الذي لا ينضب،
يغلي ويطوف.
قريبًا نصبح أحرارًا، أقول لنفسي،
وأعاند.
وفي هذه اللحظة،
يبدو لي العالم حاشدًا بالناس الطيبين.
أنا مرتاح، وحتى سعيد قليلًا.
أن المساء يأتي،
حسنًا فيأت المساء.
(قصيدة ناظم حكمت)
يتميز الدفتر الثاني من دفاتر منـتدى المشرق والمغرب للشؤون السِّجنية[1]، والذي يحمل عنوان (عند الامتحان من ذكريات طالب معتقل) كتابة (سيف الإسلام عيد[2]) بكونه يُشكِّل يومياتٍ سجنية لطالبٍ معتـقل يرغب في الالتحاق بالامتحانات الجامعية في مجال اختصاصه في العلوم السياسية. إن الأحداث المروية في النص هي متابعة لنضال الطالب المعتقل بغية النجاح في إقناع الإدارة والنظام القضائي في مصر بأحقيته في تقديم الامتحانات الجامعية من داخل السجن. إن هذا الكفاح، النضال، والأمل الذي يحمله الدفتر الثاني يُذكِّر بالتجربة السجنية التي عاشها الكاتب والشاعر التركي (ناظم حكمت) والتي تميزت كتاباته السجنية بالتركيز على النضال والأمل. ورغم إن التمايز واضح بين (سيف الإسلام عيد) صاحب الميول الإسلامية، وبين الشاعر (ناظم حكمت) ذو الفكر اليسارية الشيوعية، إلا أن ما يجمع بين نصوصهما وتجربتهما السجنية هو التركيز على الأمل، والمقاومة، والإيمان بالمستقبل.
يكتب (د. خليل عناني) في مقدمة الدفتر الثاني عن التقارب بين قصة نضال الطالب (سيف) وبين قصص الإرادة والنضال في الأعمال الأدبية: «أقلب صفحات دفتر السجن، أقرأ صفحة أو اثنتين في اليوم، أقاوم دمعة تكاد أن تسقط، أتوقف لأستجمع قواي وقدرتي النفسية على المواصلة. أقف أمام إحدى مفارقات تجربته السجنية، وهي كثيرة، وذلك حين يصر سيف على أداء امتحان الجامعة بعد اعتقاله بشهور، وذلك حتى لا يفوته العام الدراسي الأول بالجامعة. أشعر وكأنني أمام مشهد مسرحي بامتياز تم اقتباسه من إحدى الروايات الكلاسيكية لدوستويفسكي أو تولستوي أو أورويل». ويتابع (عناني) في مقدمته عن العنصر الأساسي الذي ندرسه في نص (عند الامتحان)، وهو موضوعة إرادة المقاومة والنضال عند الطالب المعتقل: «لم ينجح سيف في امتحان الجامعة فقط، ولكنه نجح أيضًا، وهذا هو الأهم، في امتحان الحياة. لم تنكسر إرادته على نحو ما أرادوا، ولم يخضع لمنطق الطاغية ورجاله، ولم يستسلم لإجرامهم. ولكنه على العكس من ذلك، تحداهم وكتب حكايته. وهي وإن كانت حكاية واحدة من بين حكايات آلاف المعتقلين في سجون الجنرال الطاغية، إلا أنها حكاية نقلتها مشاعر صادقة، وقلم مبدع، وروح ملتهبة ثائرة».
لقد اعتُـقل (سيف) طالب العلوم السياسية وهو على مشارف امتحانات الفصل الدراسي السنوي في السنة الجامعية الأولى: «تلك هي قصتي التي حدثت في مستهل عامي الأول في الجامعة، فقد قضيت نصفه الثاني معتقلًا. ولم أتخيل أن يضيع عام كهذا هدرًا، وأن يُحال بيني وبين دخول امتحانات العام». لكن الطالب الجامعي يُحوِّل الاعتقال إلى فرصةٍ للتحصيل العلمي: «في السجن، وراء قضبانه وجدرانه، لم أتوانَ لحظة عن التفكير في كيفية تحصيل العلم، واعتبرت اعتقالي فترة أخلو بها مع نفسي، وكتبي، ومع كل صاحب تجربة قابلته في كل زنزانة مررت بها». وفي مقطعٍ آخر يُعبِّر الكاتب الطالب بوضوح عن تركيز على تفعيل الإرادة وتحقيق الهدف المرتجى: «ومع اقتراب نهاية العام شُغل ذهني عن أي شيء سواها، وخصوصًا أنهم يُحبون أن يتهكموا ويتلاعبوا بآمالك التي تركن إليها حين تكون في قبضتهم، تلك الآمال التي يخافون منها أيما خوف وأنت حر تسعى في الوطن المزعوم».
يكتب الروائي السوري (حنة مينة) في مقدمة الترجمة العربية لديوان (الناظرون إلى النجوم، ناظم حكمت) عن حضور موضوعة النضال والإرادة في أدب الشاعر: «من دراسة الأشعار التي تضمنها هذه المجموعة يمكن القول إن القضية الشعرية عند ناظم حكمت هي التعبير عن التوق للمستقبل، بقوة الكشف والصمود في الحاضر. وغايته هي الدعوة لعالم جديد، مؤسس على نظرية جديدة. لقد ربط ناظم حكمت بين التغير الاجتماعي والتغير الفني، لإدراكه التلازم بين التحرر الوطني والاجتماعي، ومن الناحية الفنية ثار، لا على الأشكال العتيقة للشعر التركي، بل على محتواه أيضًا، على ما فيه من تقوقع وذاتية واتكالية. في كتابه عن (بودلير) يكتب (جان بول سارتر): «في كل إنسان لحظة إلحاحين متواقـتين: أحدهما نحو الله والآخر نحو الشيطان» وبمعنى آخر، أحدهما نحو الخير والآخر نحو الشر، وفي قاموس النضالي/ أحدهما نحو الصمود والآخر نحو «التخاذل». وتُحيلنا مقدمة (حنة مينة) إلى إرثٍ من الأدب السجني النضالي، ومن أهمها قصيدة (الديسمبريون[3] 1825، بوشكين):
يا أيها الذين يرزحون تحت حكم الأشغال الشاقة،
وفي الظلمة يتلمسون السبيل إلى النور
ليأتينكم النهار، خلل قفل ومفتاح.
وقد رد السجناء الديسمبريون إلى بوشكين:
يا أيها الشعر الذي تحرك قيثارته روح نبوءة،
لقد وصلتنا رسالتك،
فامتدت أيدينا إلى السيوف،
لكنها لم تصادف غير السلاسل،
ومع ذلك كن على ثقة،
أننا وراء جدران السجون،
نضحك من القياصرة.
لا يدافع الطالب (سيف) في كتابته عن قضية فردية، فقضية حق المعتقل في التعليم أساسية في السجون العربية، وهو إن كان يعبر عن قضيته لكنه يذكر باستمرار مصير أمثاله من الطلبة المعتقلين: «يا لهذه المأساة! مأساة المنع من الامتحانات التي تلحق بآلاف الطلاب في كل موسم امتحانات في كل السجون المصرية وكلها مرتبة ومقصودة بغرض إزهاق روح طلب العلم وتمزيق إرادة التعلم». وبينما الطالب في فترة اعتقاله، فإنه يحاول أن يُقدِّم المساعدة إلى مَن حوله في العالم السجني: «حاولت أن أحدث أثرًا بينهم، فمن كان أميًّا علمتُه مبادئ القراءة والكتابة، ومن لم يكن يتوجه إلى محراب أبدًا، علمته الصلاة». وكذلك الأمر في قصائد (ناظم حكمت) فمهما بدا التفاؤل سمةً ذاتية في قصائده، فإن المضامين تذكر بالغالب النضال الجمعي، الكفاح في رفاق القضية، العدالة الإنسانية:
فنحن، كما نعرف أن نضحك بفم واحد،
نعرف أن نحيا ونموت كواحد،
كلنا من أجل واحدنا.
واحدنا من أجل كلنا.
لذلك، يستشهد الروائي (حنة مينة) للتعبير عن دور الشعر عن ناظم حكمت، بما كتبته (إلزا تريولي) عن شاعر مناضل آخر هو الروسي (ماياكوفسكي): «لم يكن يرى في الشعر ترفًا ولا لهوًا، ولكنه مهنة من أشق المهن، مهنة ضرورية ونافعة، ضروية إلى الحد الذي يسيل في سبيلها دمه».
يستمد الطالب المعتقل إلهام المقاومة والنضال من عاملَين: العامل الأول، الرغبة في العلم والتعلم التي ذكرناها سابقًا، والعامل الثاني متعلق بالإيمان الديني، وذلك باستذكار الآيات القرآنية التي تمجد العلم: «لم أجد مؤنسًا في هذا الطريق سوى كتاب الله، وكأن الله يراسلك من خلاله. قرأت قول الله: {يَرفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}. أو عن طريق استلهام قصص الشخصيات الدينية التاريخية التي تمثل رمزًا للمقاومة والصمود: «حاولتُ أن أسلي نفسي بالقراءة، فوقع الاختيار على كتابٍ من كتب التاريخ يستقطع بعضًا من القصص ويُحللها. وأراد القدر أن أبدأ بقصة «فتنة خلق القرآن» التي تَحكي عن مقاومة الإمام أحمد بن حنبل، وكيف صمد في وجه الظالم دفاعًا عن العلم الصحيح، ولم يبع الحقيقة بهوى السلطان، ووقف شامخًا إلى أن انتصر الحق على يديه، وخلده التاريخ».
وبينما يحضر في قصائد (ناظم حكمت) استلهام النضال والكفاح من الفكر الشيوعي النضالي، لكن وفي الوقت عينه تتوسع منابع الأمل والتفاؤل في كتاباته إلى المستوى الوجودي الإنساني، ففي قصيدته (هذه أغنية)، يجد الكاتب العزيمة والقوة من طبيعة الأرض الطبيعية:
هذه أغنية الذين يشربون الشمس،
في أقداح من فخار.
لقد استمدت أفئدتنا عزمها من الأرض.
ولتنزع أنت أيضًا،
قلبك من قفص صدرك،
ولتقذف به في تلك النار،
المتساقطة من الشمس.
اقذف بقلبك بين قلوبنا.
إنه الانقضاض على الشمس،
للقبض على الشمس.
وقريبًا نقبض على الشمس.
بينما في قصيدة (أشعار الليلة 9-10) يجد أن الحياة بمجملها تجربة ملهمة:
الساعة الواحدة والعشرون
والنطاق قد ضرب حول الباحة،
وأغلقت أبواب المهاجع، على كل إنسان،
والسجن استمر طويًلا بعض الشيء هذه المرة،
ثماني سنوات.
الحياة شيء يدعو إلى الأمل
الحياة شيء يدعو إلى الأمل،
يا حبيبتي.
أما في قصيدة (الدنيا وأصدقائي وأعدائي وأنت والتراب، 1949) فيستلهم الشاعر المقاومة والنضال من التعاضد الإنساني، من رفاق النضال، من الانـتِماء الطبقي:
لأن قوتي في هذه الدنيا الواسعة ناجمة من كوني،
لست وحيدًا فيها.
ليست الدنيا وأهلها بسِرٍّ في فؤادي،
ولا هُما لغز في عقلي.
لقد اخترت طبقتي في هذه المعركة الكبرى،
بصراحةٍ ودونما خوف.
وأنت، يا حبيبتي، والثرى، لا تكفياني،
بمعزل عن طبقتي،
مع أنك، يا حبيبتي، خارقة الجمال،
والثرى دافئ وجميل.
ويعود بقصيدته الشهيرة التي تحمل عنوان (الناظرون إلى النجوم، 1933) باعتبار الأمل والتفاؤل قادم من الإمكانات التي يحملها المستقبل:
سيولد منا،
أكمل من ولد من التراب،
ومن النار والبحار.
ودون خوف،
ولا تفكير،
سترك الناس أيدي الناس،
ناظرين إلى النجوم
قائلين: الحياة شيء جميل.
إنها، كعيني الإنسان، دون قرار.
ناضرة كعنقود من العنب،
فرحة،
مستبشرة.
وستكون الحياة أغنية لم تُسمع من قبل،
وثمرة لم تحمل مثلها شجرة من قبل،
ونغمًا، لم يعط الصباح مثله،
ولا ليلة صيف.
ولونًا، ليس كمثله بين الألوان.
من التراب، من النار، من البحار،
سيولد منا،
أجمل من ولد،
من التراب، من النار، من البحار.
يشتكي الطالبُ المعتـقل في نصوصه من قمع الأنظمة العربية للعلم والثقافة، فحكايته في نضاله الصعب للحصول على حقه في التقدم للامتحانات النموذج الأمثل على ما أطلق عليه (المستبد عدو الكتاب الأول): «ما أكثر فزعهم من حاملي الكتب وناشري المعرفة أينما حلوا، فالمثقف بالنسبة إليهم عدوى تمشي على قدمين، لا يجب أن يترك حرًّا طليقًا بين الناس، إنما شأنه شأن حامل الطاعون، أن يُعزل بعيدًا منفردًا ويبدو أنهم توسموا في ذلك، فأبرموا أمرهم أن يلقوني في غيابات أكثر ظلمة». يتعرض الطالبُ المعتـقل للكثير من عروض الترغيب والترهيب لأجل التراجع عن الْتماسه الجامعي بتقديم امتحانات نهاية العام، وتقدم له أكثر من ورقة لتوقيعها ليقدم ذلك التنازل وفي الزيارة العائلية الوحيدة التي يسمح لها، يزور والد سيف ابنه، ويضغط عليه لدفعه للتراجع عن مسعاه في تقديم الامتحانات: «استعوض الله في عامك هذا، وأفرغ همك من أمر الامتحانات. أما تدري كيف سارت الأمور؟ تبرأت الجامعة منك، وكل ما تحاول من تلك الإجراءات سيستنفد هدرًا». ويتابع في قسم آخر من النصوص: «حاولوا استغلال حالتي النفسية التي تركني بها والدي ليخيروني بين أمرين كلاهما مُر: إما أن أمكث في هذا السجن حتى يُخطروا الكلية بالتماسي، وننتظر إلى أجل غير مسمى، متعلقًا بأمل أن تأتي اللجنة التي لا تعرف مكان احتجازي رسميا، أو أن أوقع بالقوة طلب تنازلي عن أداء الامتحانات وعدم تكرار هذا الطلب، ومن ثم عودتي إلى سجني العمومي الأول القريب من بلدتي شمال البلاد».
في مقدمة الطبعة الفرنسية لرسائل ناظم حكمت السجنية التي عنونها (أمل يجعلك تبكي غضبًا)، يكتب الناقد (عابدين دينو):« لقد حاول المساجين الكبار، من غرامشي إلى ناظم حكمت، وعلى مستويات مختلفة، بالطبع، أن يبقوا على الاتصال بالخارج، بواسطة حبل جنيني مؤلف من الكلمات. وقد كتب ناظم حكمت: أكثر الحريات أهمية هي حرية النضال». وهنا نذكر قصيدة (أفكر بك) التي يتعرض فيها (ناظم حكمت) لدور الشاعر أو المثقف في القضايا الجماعية، ويشتكي في نهاية المقطع من القمع الممارس على أشعاره، فتسجن حتى الفتاة التي قرأت قصائده:
أفكر بك أيتها الفتاة الجامعية،
فأنت في السجن منذ عام،
وأقل حكم ينتظرك: ثلاثة أعوام،
لأنك قرأت بعض أشعاري.
إن صوتك ما يزال يرن في مسامعي.
إن دور الكتابة بالتحديد هو الذي يظهر في دفتر (عند الامتحان) كواحدة من الأفعال الأساسية، فالكتابة عنها ليست تعبيرًا عن التجربة السجنية الفردية وحسب، وليست فعلًا علاجيًّا للذاكرة السجنية وحده، بل أيضًا هي فعل مُساهم في تنمية وعي القارئ والمتلقي. ومن هنا يكتب الطالب المعتقل سيف أن التعبير عن حكايته يحمل العبرة لكل مستمعٍ وقارئ: «هذه الرحلة أتذكرها كلما جلست في لجنة الامتحان بقسم العلوم السياسية، وأمسكت بالقلم لأكتب اسمي. دخلت السجن صبـيًّا فخرجت منه رجلًا وقد أحسن بي العزيز، وها أنا أعيد صياغة هذه الكلمات بعدما تركت الوطن وسافرت كي أكمل دراسة الماجستير في العلوم السياسية، أروي حكايتي التي حدثت منذ خمس سنين كما لو أنها حدثت منذ أشهر فقط. خرجت من المعتقل لأكمل الدراسة الجامعية بروح غير تلك التي بدأتها بها، وبعقل يعرف المقصد والمراد، والعدو من الصديق. إن هذه الحكايات إلى زوال، كما أن الاستبداد، مرض هذه الأمة، إلى زوال إذا ما توحدت إرادة الأمة على إزالته، وإن صوت الطالب في زنزانته، وفي جامعته، سيبقى ويرفع في ميادين الجهاد منتصرًا على كل استبدادٍ وسلطوية، ومعركة الطالب دومًا مستمرة ما استمرت مؤسسات العلم».
أنا،
إذا بقيت سالما مدة طويلة بعد ذلك اليوم،
فسأكتب على الجدران، وفوق أرصفة
ساحات المدينة.
وينهي الشاعر ناظم حكمت قصيدته الشهيرة (منذ أن صرت في داخل السجن، 1947)، في التعبير عن دوافع الكتابة وعن دور القصيدة:
إن ما أكتبه هو من أجل الناس،
من أجل الذين بكثرة نمل الأرض،
وسمك البحار،
وطير السماء،
من أجل الجبناء والشجعان،
من أجل الجهال والحكماء،
من أجل الذين مازالوا أطفالًا،
من أجل هؤلاء القاهرين، المبدعين،
الذين وجدت الأغاني لتمجيد أعمالهم.
[1] - وهي سلسلة كتب وكتيبات، لا دورية منتظمة لها، مدارها على المسألة السجنية في أبعادها الشخصية والعامة. يصدرها منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية ومؤسسة أمم للتوثيق والأبحاث، صدر منها ستة دفاتر بين عامي 2019-2020.
[2] - مصري من مواليد أيار 1995. باحث في شؤون الحركات الإسلامية والتحول الديموقراطي في الدول العربية.
[3] - الديسمبريون: نسبة إلى ديسمبر، وهو شهر كانون الأول من عام 1825، وفيه حاول جماعة من المثقفين الروس وبينهم الشاعر الكبير بوشكين باغتيال القيصر نقولا الأول.