في هذا الكتاب مذكرات هاشم السّبع: صاحب ومحرر «مجلة الصريح» التي كانت تصدر اسبوعياً في مدينة يافا بدءًا من سنة التأسيس عام ١٩٤٨، كانت تعتبر صحيفة انتقادية سياسية في ذلك الوقت. يسرد المؤلف رحلة التهجير من فلسطين الى مصر وصولًا وعودة الى سجن القلعة في القدس، يشرح فيه ما ناله من اعتقال في رحلة اللجوء والتهجير هذه. لا يتوانى الكاتب الا وأن يدعم مذكراته بالأحداث السياسية والدولية التي كانت تجري وانعكاسها على البلدان العربية وفلسطين خاصة كونها بلده الأم. في هذا الكتاب ايضاً جزء خصصه الكاتب للشرح عن حال المعتقلين في مصر والحركات الاسلامية التي نشأة هناك خلال خمسينيات القرن الماضي. كما يراه المؤلف وصاحب السيرة، هذا الكتاب هو مذكرات شخصية تروي سيرته وانعكاس الأحداث السياسية على مسيرته وحياته الخاصة.
«هذه الفصول التي يطالعها القارئ، ليست مذكرات تاريخية وانما هي ذكريات شخصية قريبة دونتها من الذاكرة، ودفعت بها الى المطبعة على عجل، مستغلًا فترة تعطيل مجلة «الصريح» التي كانت تلتهم جميع اوقاتي، وتحول دون اخراج هذه الذكريات الى عالم الكتب، واني التمس من القراء عذرًا اذا انا تحدثت فيها عن نفسي، ذلك لأن الحوادث التي ساسردها كان لي صلة بها، بل انني اصطليت بنارها، وكنت ضحية من ضحاياها، فحق لي ان اصرخ من الألم، ولقد سجلت هذا الألم العميق الذي اكتويت به في هذه الفصول المختصرة، بصدق وامانة فجاءت صدى لشعوري واحساسي.
واني اهدي هذه الذكريات الى الشعب الفلسطيني المشرد، المجني عليه، المظلوم، المخدوع بالدويلات العربيات المهزومات! وبزعمائه الذين اضلوه واستغلوه.
اهديه الى كل شهيد، والى كل لاجئ، والى كل مواطن لم تذهله الكارثة ولم يداخله اليأس، فلبث ينتظر الفرصة للاخذ بالثار ودفع العار، والعمل على استرداد الديار.
الى هؤلاء جميعًا اهدي متواضعًا ذكرياتي هذه، وهذا الاهداء مني جهد المقل، بل جهد اسبوع كانت فيه اعصابي ثائرة، ونفسي حائرة، فإذا رأى القراء فيه بعض النقص فعذري واضح وأملي في كرمهم لا حد له».
هاشم السبع