إلى السلطات السورية الجديدة،
إلى الحكومة اللبنانية،
أمّا وقد سقط النظام السوري، وأزهرت بشائر الحرية في دمشق، وبدأت معالم التغيير تظهر في كافة أرجاء سوريا، وإذ نهنىء السوريين واللبنانيين بزوال هذا الكابوس الذي نكل بالشعبين لأكثر من ٥٠ عامًا، فقد أصبحنا أمام فرصة لكشف كل ما يتعلق بملف السجناء والمعتقلين في سجون النظام البائد، والذي عمل «المنتدى» و«أمم للتوثيق والأبحاث» طوال سنوات على الإضاءة على حجم الجرائم وانتهاكات حقوق الانسان الهائلة المتعلقة بهذه المعتقلات.
أصبح من الواجب والضروري والعاجل أن تتوجه الأنظار إلى هذا الملف الذي لطالما عانى منه السوريون واللبنانيون من القمع والتعذيب والاخفاء القسري.
إنه ومن منطلق حقوق الإنسان والعدالة، فإن «منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية» يعبر عن قلقه العميق حيال مصير السجناء اللبنانيين والسوريين الذين ظلوا طوال سنوات في قبضة النظام البائد، ويخرجون الآن وقد نسي بعضهم حتى اسمه وبالتالي يحتاجون إلى رعاية نفسية وطبية ومتابعة ليتواصلوا مع عائلاتهم.
كما يناشد «المنتدى» ويشدد على ضرورة المحافظة على الملفات والوثائق التي جرى العثور عليها في المعتقلات والأفرع الأمنية، خصوصًا أن الآلاف ما زالوا مفقودين ولم يقم النظام حتى بتسليم الوثائق المتعلقة بهم، علمًا أنه تلاعب طويلًا بهذا الملف لترهيب أهالي المعتقلين وابتزازهم ماليًا.
نناشد المعارضة السورية التي بدأت بتسلم السلطة والحكومة اللبنانية اتخاذ خطوات حاسمة في مواكبة ملف المعتقلين والمفقودين، والعمل بشكل مشترك على الكشف عن مصيرهم وتأمين عودتهم إلى عائلاتهم وأوطانهم.
إن هذه الخطوات تمثل بداية ضرورية لمسار العدالة والشفافية، ولإعادة بناء الثقة بين الدول والشعوب.
نرجو الاهتمام العاجل بهذا الملف الحقوقي الإنساني، والعمل على ضمان حقوق السجناء والمختفين قسرًا في أسرع وقت ممكن.
منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية
بيروت في 9/12/2024